فيروس الشتاء و الذي يمكنه ان يظهر بأي فصل من فصول السنة يجد الان ما يقاومه ،حيث أكد فريق من الباحثين بقسم الأمراض المعدية والمناعة الإكلينيكية، بكلية طب بايلور التابعة لجامعة هيوستن الأميركية مؤخرا ، في دراسة نشرت خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2011، في دورية «New England Journal of Medicine»، نجاحهم في تجربة لقاح مضاد لفيروس «نورووك» (Norwalk)، المعروف باسم «فيروس الشتاء»، الذي يصيب الجهاز الهضمي بحالة من القيء والإسهال والألم في منطقة المعدة، تعرف بين العامة باسم (Stomach flu).
معلومات تهمك حول إنفلونزا المعدة (Stomach flu)
تنتشر بصورة كبيرة مع انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، وعلى الرغم من التسمية (فيروس الشتاء) فقد يظهر المرض في أي وقت من أوقات السنة.
وقد أجريت الدراسة على مجموعتين من المتطوعين، أعطيت الأولى اللقاح الحقيقي، وأعطيت الثانية لقاحا وهميا عن طريق الأنف، كما أعطيت كلتا المجموعتين جرعات كبيرة من فيروس «نورووك»، عن طريق الفم لإحداث العدوى والمرض.
وأكدت نتائج المتابعة أن ثلث متطوعي المجموعة الأولى فقط هم الذين عانوا أعراض القيء والإسهال البسيط، بينما عانى ثلثا متطوعي المجموعة الثانية أعراضا شديدة ناتجة عن الإصابة بالفيروس، وقد أعرب الباحثون عن سعادتهم البالغة بالنتائج واعتبروها مبشرة بأمل كبير لإيجاد لقاح واعد مضاد لفيروس الشتاء المسبب لإنفلونزا المعدة.
وقبل طرح اللقاح للاستخدام على نطاق واسع، أكد الباحثون استمرارهم في متابعة الدراسات للإجابة عن بعض التساؤلات المهمة عن مدة الحماية التي يوفرها اللقاح ومدى الحاجة إلى تكرار التطعيم سنويا على غرار جرعات لقاح الإنفلونزا، وهل ستمتد الحماية لتشمل أنواعا وسلالات أخرى من الفيروسات المسببة لالتهابات المعدة والأمعاء والنزلات المعوية.
حقائق طبية حول انفلونزا المعدة:
فيروس معوي وطبقا لإحصاءات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، ومنها «CDC»، تتسبب الإصابة بفيروس «نورووك» في نحو 90% من الوبائيات غير البكتيرية لالتهاب المعدة والأمعاء، وما لا يقل عن 50% من مجموع فاشيات التهاب المعدة والأمعاء المنقولة عن طريق الغذاء، كما تتسبب في إدخال ما يزيد على مليون مصاب إلى المستشفيات، بالإضافة إلى وفاة ما يقارب 200 ألف طفل سنويا على مستوى العالم.
جدير بالذكر، أن فيروس «نورووك» أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى مدينة نورووك بولاية أوهايو الأميركية التي ظهر فيها وباء المرض لأول مرة عام 1969 في إحدى مدارسها الابتدائية، وفى عام 1972 تم عزل الفيروس والتعرف على تركيبه بصورة واضحة تحت الميكروسكوب الإلكتروني، ثم أطلق عليه بعد ذلك اسم «نوروفيروس» (norovirus)، ليشمل أنواعا أخرى تنتمي للفصيلة الفيروسية نفسها، تم اكتشافها في مدن ومناطق كثيرة مثل المكسيك وهاواي وساوثهامبتون وتورونتو ومناطق أخرى من العالم.
وتصيب العدوى بفيروس «نورووك» جميع المراحل العمرية، وتتفشى بسرعة كبيرة في المجتمعات المغلقة وشبه المغلقة مثل السجون والمهاجع وسفن الرحلات والمدارس والمخيمات والمعسكرات ومرافق الرعاية طويلة الأجل وما شابه ذلك، كما ينتشر المرض بسرعة كبيرة نتيجة المخالطة المباشرة مع المصاب أو ملامسة الأسطح الملوثة بسوائل القيء والإسهال أو نتيجة تناول الطعام أو الماء والشراب الملوث بالفيروس.
وتتراوح فترة حضانة المرض بين 24 و48 ساعة، تظهر بعدها أعراض المرض بصورة حادة على هيئة قيء وإسهال مائي (غير مدمم) مع تقلصات بالبطن وألم في منطقة فم المعدة مع الشعور بالغثيان وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وتستمر الأعراض عادة لمدة تتراوح بين يوم و3 أيام، تختفي بعدها الأعراض، لكن المريض يظل قابلا لنقل العدوى لعدة أيام (نحو 3 أيام) وأحيانا لعدة أسابيع،
وعلى الرغم من أن أعراض المرض تكون بسيطة في الغالبية العظمى من الإصابات، فإن الأطفال وكبار السن وفاقدي المناعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات، مثل الجفاف والهزال والانخفاض الشديد في ضغط الدم وأحيانا الوفاة.
والحضانة المكتسبة نتيجة العدوى بالفيروس مؤقتة (نحو 14 أسبوعا فقط)، وعادة ما تكون غير مكتملة؛ لذلك تتكرر الإصابة بالمرض عدة مرات، ونتيجة للتباين الوراثي يكون الأفراد ذوو فصيلة الدم «O» أكثر عرضة للإصابة بالمرض وشدة الأعراض مقارنة بالأفراد ذوي فصيلتي الدم «B وAB».
جدير بالذكر أيضا، أن إنفلونزا المعدة ليست مثل الإنفلونزا المعروفة، ولا يعني أخذ اللقاح الخاص بالإنفلونزا الحماية من الجراثيم المسببة لإنفلونزا المعدة، كما أن الإصابة بالنزلات المعوية الناتجة عن فيروس «نورووك» ليس لها علاج محدد، ويعتمد الأطباء على معالجة الأعراض والمضاعفات فقط في حالة حدوثها.
للوقاية من الإصابة بالمرض، يجب اتباع التوجيهات طبقا لتعليمات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية «CDC»:
ضرورة غسل الأيدي بالماء والصابون، خاصة بعد قضاء الحاجة وتغيير حفاظات الطفل المصاب، قبل تناول الطعام أو إعداده.
يمكن استخدام المنظفات المحتوية على نسبة من الكحول لا تقل عن 60%، لكنها ليست بديلة لغسيل الأيدي بالماء والصابون.
الاهتمام بغسل الفاكهة والخضراوات جيدا بالماء النظيف والحرص على طهي المحار البحرية جيدا قبل تناولها.
عدم تجهيز الطعام بواسطة المصابين أثناء فترة المرض وحتى 3 أيام بعد اختفاء الأعراض والتماثل للشفاء، ويفضل ارتداء القفازات أثناء تحضير الطعام.
الاهتمام بتطهير وتعقيم الأسطح المعرضة للتلوث بسوائل القيء والإسهال باستخدام منظف منزلي يحتوي على مادة الكلور (بواقع 5 – 25 ملعقة طعام كبيرة من المنظف للجالون الواحد من الماء).
التخلص من الحفاظات وتطهير المفروشات والأغطية المعرضة للقيء والإسهال باستخدام منظف منزلي يحتوي على مادة الكلور مع الحرص الشديد أثناء نقلها تجنبا لنشر الفيروس والعدوى.